فضيحة دافيد كامرون

الفضيحة التي تحيط بجريدة أخبار العالم تشكل الحدث الأكبر الذي تركز عليه وسائل الإعلام حالياً، حيث بدأ التحقيق في 6 تموز في قضية التنصت غير المشروع، حيث اعتقلت الشرطة المدراء التنفيذيين في الجريدة، وفي يوم الثلاثاء تم استدعاء السيد روبرت مردوخ المالك لصحيفة أخبار العالم وذلك للاستماع له من قبل اللجان البرلمانية الفرعية، وفي يوم الأربعاء رفع رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون تقريره إلى مجلس العموم فيما يتعلق باتصالاته وعلاقته مع ممثلي الصحيفة المشبوهة.

أكثر المواضيع التي تم التحقيق فيها مع روبرت مردوخ هي علاقته بالحكومة الحالية، حيث قام بدعم رئيس الحكومة الحالي دافيد كاميرون في الانتخابات السابقة، وفي هذا الإطار كان هناك العديد من الأسئلة عن طبيعة العلاقة التي تربطه برئيس الوزراء.

ارتفعت حرارة المناقشة في يوم الأربعاء الماضي حيث أجاب دافيد كاميرون على أسئلة المؤيدين والمعارضين في مجلس العموم، حيث اضطر لتوضيح طبيعة العلاقة التي تربطه بريبيكا برووكس مساعدة مردوخ. و قد تم استجواب شخص آخر و هو المحرر السابق في صحيفة أخبار العالم آندريو كولسن، والذي كان مساعداً لرئيس الوزراء فيما يتعلق بوسائل الاعلام حتى كانون الثاني الماضي. اعتقل كولسن بتهمة التورط في قضية التنصت و قال كاميرون أنه يتحمل كامل المسؤولية في تعيين كولسن كمساعد له وأضاف قائلاً:

إذا تم ثبت أن اندريو كولسن كان على علم بقضية التنصت الغير مشروعة والتي قامت بها صحيفة أخبار العالم, فهذا يعني أن كولسن لم يضللني أنا فقط وإنما ضلل الشرطة والشعب, وسأشعر بالندم لأنني أستقبلته في داونينغ سترييت.

ويقول الخبراء أن قضية جريدة أخبار العالم قد تؤثر بشكل كبير على المملكة المتحدة، حيث أن سيقوم البرلمان بإعداد قانون جديد للإعلام يسمح بمراقبة عمل المؤسسات الإعلامية بهدف حماية الحياة الخاصة للمواطنين، ويؤكد ألكسي غروميكو نائب مدير المعهد الأوربي أنه من المستبعد أن يتأثر حزب المحافظين الحاكم بشكل كبير وأضاف قائلاً:

لا أظن أن مستقبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون السياسي سيتأثر بنتائج فضيحة صحيفة أخبار العالم، وعلى الأرجح فإنه سيستمر في رئاسة الحكومة البريطانية حتى الانتخابات المقبلة.

و من المهم الاشارة الى أن هذا الأمر يحدث في الوقت الذي تواجه فيه الدولة حالة من التراجع الاقتصادي وبهذا تقوم الحكومة بإشغال الرأي العام بقضية أخرى تكفل صرف النظرعن المشكلة الأساسية، حيث أن بريطانيا في وضع اقتصادي لا يحسد عليه، فمعدل الدين الخارجي سيصل إلى 70% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل وستصل نسبة عجز الموازنة العامة إلى 11 – 12%. لذلك فإن أولويات الحكومة يجب أن تتركز على تخفيض عجز الموازنة العامة وتخفيض نسبة الدين العام وتحسين الوضع الاقتصادي للبلد في الدرجة الأولى.

إن الفضيحة تقوم بتدمير إمبراطورية مردوخ الإعلامية شيئاً فشيئاً، حيث أنه قد خسر عدد من العقود الهامة والاعتبارية خلال عدة أيام بعد الفضيحة، بما في ذلك الحق الحصري في التغطية الإعلامية للفريق البريطاني في أولمبياد 2012 والتي ستقام في روسيا. وأكثر من ذلك فإن مردوخ بدأ يخس مواقعه في روسيا أيضاُ، حيث أنه لم يعد مالكاً لأكبر شركة اعلان طرقية "نيوز آوتدور" وقد تم شراء مجموعته من قبل شركة روسية. ويقول الخبراء أنه إذا استمر هذا الاتجاه السلبي الناتج عن الفضيحة وتم إثبات تورط مردوخ في القضية فإن المجموعة الإعلامية الضخمة مهددة بالانهيار ليس فقط في بريطانيا وإنما في دول أخرى أيضاً.

مشكوره معني ما فهمت شيء هع